* على الرغم من أن الصين تقوم بعمل دراسة ميدانية على حاجــة السوق لنوعيـة الصناعـة ، التي تجعل الصين تتحرك بناء عليها ، قبــل أن ترتدى "اليونى فورم" وتشمر عن سواعدهــا ، وتعطى الأمــر للمكن بــأن يعمل ، إلا أنه فات عليها ، وهى تُغرق الســوق المصريـة بفوانيس رمضـان ، أن المصريين يحتاجــون إلى فانـوس يقومـون "بدعكة "، ليخرج منه المـارد ، لا ليغنى "وحوى ياوحوى" ، ولكن ليقول "شبيك لبيك ، عبدك بين إيديك" ، فيطلب المواطن ما يتمنى ، من مال يعينه على المعيشة!
* ولأن سقف المواطن البسيط أصبـح لا يتعـدى حــدود الحصول على رغيف الخبز والغموس ، وتسديد فاتـورة الكهربـاء والغــاز والميــاه ، ناهيك عن فاتورة العلاج ، فالمـواطن الـذى بُـح صوتــه ، وهـــو يطالب بتوفيــر المـاديـات ، قبل توفير السلع التى من شأنهــا (الماديات) أن تعينه على الشـراء والســداد ، حتى ملّ من تكرار الطلب ،وأصبح يشعــر بالحـرج من ترديــد الاسطوانة ذاتها على مسامع الحكومـةعلى طريقة شكــوى الفــلاح الفصيح ، يحتــاج إلى مــارد من نوعية المارد اللبيب الذى يفهم بالإشارة ، مجرد أن ينظر فى عين المواطن ، يعرف ماذا يريد!
* لا نريد من الصين أن تجعل المارد ، الذى ستضعه فى الفانوس القادم لمصر ، أن تتوقف حـدوده عنـد تحقيق أمنية المواطن فى الحصول على النقود فقط ، بل نريد ماردا ابن جن، يعيد الطموح للمواطن ، وألا تتوقف أحلامه عند ملء بطنه!
* بعد أن تبين أن المواطن الطمــوح الحالم قـد اختفى ، ذلك المـواطن الذى تقطـع فيما مضى حذاؤه من كثرة المشاويـر ، فحلم بركوب بسكلتة فكان له ، ثم ارتفع سقف حلمه ، وحلم بموتوسيكل فكان لـه ، ثم خرق سقف الأحـلام ، وتطلع لركوب سيارة فكان له ، صحيح ركب السيــارة من هنـا ، وركبته الهموم من هنا ، زيادات فى البنزين وزيادات فى التراخيص والتجديد ، وزيادة فى أقمـاع المرور المنصوبة على الطرق الزراعيــة والصحراوية وقلب المـدن ، كأنها شباك لاصطياد العصافير لكنه حلم وتحقق بعض حلمه!!
* ويبقى السؤال الأهـم ، لــو أن الصين توصلت بالفعــل لصناعــة مارد ، يستجيب لطلبات من "يدعكـه" ويحققها ، هــل ستتكرم وتغرق به السوق المصريـة ، مثل الفانــوس والسبحـة والسجـادة ، حتى تنعش المـواطن المصرى ، وتعينه على صد الصفعات التى توجهها له الحكومة ؟
* طبعــا لا الصين التى قامت بتصنيع فيروس كورونــا ، ونشرت الرعب فى العالم ولا حتى أمريكا أس البلاء ، ولا روسيا التى لم تمنح العالم فرصة أن يلتقط أنفاسه من وبــاء كورونــا ، ففاجــأت العالم بشن حربها على أوكرانيا ، يمكن لها أن تقدم للمطحـونين اقتصـاديـا ، مـاردا يحــل لهــم مشاكلهم ، فهــذه الــدول جعلت لتصـدر المشاكل!
* إذن علينــا ألا ننتظـر من بــلاد خلـق المشاكل ، أن تحل لنا المشاكل ، وعلينا ألا ننتظر من الصين فانوسا " ندعكه " فيخرج المارد ، ويعدل أحوالنا ، فليس أمامنا إلا أن " ندعك " أذهاننا ، ونفكر فى حـل مشاكلنـا بأنفسنـا !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: بهاء الدين حسن
محطــات | المواطن الطَموح
